2011/02/23

رحلة أيام زمان

 شبابي كانَ في الماضي عِراكٌ
معَ الأُستاذِ والدَرسَ العَقيم
علاماتٌ تٌثيرُ الخَوفَ فينا
نجاحٌ أَو سُقوطٌ للجحيم
هربنا للسِّهول وفي جُموعٍ
نُردِّدُ أُغنياتٍ للحَريم
ربيعٌ حَولنا والطيرُ يَشْدو
على الأَغْصانِ في شمِّ النَسيم
وغَنَّى إسماعيلُ على الروابي
بصوتٍ مُشبهٍ عبدالحليم
فصفَّقَت البَناتُ لَهُ ابتِهاجاً
تَغاريدٌ ورَقْصٌ معَ حليم
وَهَاجَ الجَمْعُ تُطْرِبه الأَغاني
معَ الأطْيارِ في صوتٍ رَخيم
ولكن فَجْأَةً جاءَ المُديرُ
يُفّرقُ جَمْعَنا بِعَصا البَهيم
تَظاهَرْنا شِعاراتٍ رَفَعْنا
قَيَّضنا العُمرَ في سِينٍ وجيمْ
فإمِّا أَنْ نَكونَ بِلا مُديرٍ
أَوْ إئتُونا بِأُسْتَاذٍ رَحيم
وتَبَّاً للذي كانَ الُمديرُ
ومَرْحَى للبَديل وللحَكيم
فَرَدْنا قصةً محضُ إختلاقٍ
لِنُفْرحَ أُسرةً لأبٍ كريمْ

المُهاجِــــر

للكهفِ آوي في مكانٍ نائي


ضاقتْ علي دوائري وفَنائي

كالفتيةِ الذين آووْا وانزَووْا

وبدينهم فَرّوا مِن الأعـداء

للهِ أَشكو مِحنتي وبَلائي

فهو المُجيب لِمن دَعاه دُعائي

في الصَبر زَادي عَلقمٌ بمذاقه

فَرجٌ عليَّ بِكُربَتي وعَنائي

هذا امتحانٌ وابتلاءٌ أصابَني

بعضٌ مِنَ المكتوبِ فيه جزائي

ماكان يَلزمُني نسيتُ أُعِدُه

أَعددتُ زاداً مُمتعاً أَهوائي

عن كل ذنبٍ من ذُنوبي تَوبةٌ

مني إليه تَوسُلي ورَجائي

فَتشتُ في القاموسِ عن ذِي خِبرةٍ

في الطبِّ مَشهورٌ من العُلماء

ِفَوجدتُهُم كُثراً ولكنَّ بعضَهُم

يَستنْزُف المرضى بِقصدِ الثَراء

فاحتَرتُ في أَمري فَلجَأتُ لخالقي

أَلقى طَبيباً عَالماً في دَائي

مُؤهلٌ للطبِّ والتَقوى مَعاً

مِنهُ الدَواءُ مُسَخَّرٌ لشِفائي

نَعماءُ ربِّي إنْ عَدَدْتُ عديدةٌ

مِنْ نُورِه نُوري ونُورُ ضِيائي

ماعلى المَكرُوهِ يُحمَدُ غَيرُه

إنْ كان في السرّاء أو الضرّاء

في مُحكَمِ القرآن أَنزلَ آيةً

إنْ يَدعُني المُضطَرُّ يَلقى سَخائي

من عالَم الظُلُمات هَبْ لي مَخْرجاً

للنُورِ حَولَك رَاجياً إيوائي